خلال المباراة الودية الأخيرة بين إسبانيا والبرازيل التي أقيمت يوم 26 مارس، وجد فينيسيوس جونيور لاعب ريال مدريد نفسه وسط مشاجرة كلامية مع المهاجم الإسباني ألفارو موراتا. وشهدت المباراة المكثفة، التي انتهت بالتعادل 3-3، تصاعد المشاعر حيث أظهر الفريقان براعتهما على أرض الملعب. وكانت هذه المواجهة بين فينيسيوس جونيور وموراتا من أبرز الأحداث التي شهدتها المباراة، وسلطت الضوء على الروح التنافسية لدى اللاعبين.
ووقعت المشاجرة بالقرب من خط التماس، مما لفت الانتباه حيث تدخل زملاء الفريق لتهدئة الموقف. ومن المثير للاهتمام أن هذه لم تكن الحالة الوحيدة التي تورط فيها فينيسيوس جونيور في نزاعات على أرض الملعب أثناء المباراة، حيث سبق له أن تعامل مع المدافع أيمريك لابورت.
حملت المباراة الودية، التي استضافتها سانتياغو برنابيو، رسالة مهمة ضد العنصرية في كرة القدم - وهي قضية شخصية للغاية بالنسبة لفينيسيوس جونيور، الذي واجه حالات متعددة من الإساءات العنصرية طوال حياته المهنية. ورغم النوايا النبيلة للمباراة، أعرب فينيسيوس جونيور عن خيبة أمله من تصرفات الاتحاد الإسباني لكرة القدم، مشيراً إلى أن العائدات المقدرة بنحو 5 ملايين يورو، لم يتم تخصيصها للأعمال الخيرية، بحسب ما ذكر موقع Goal.com.
كانت معركة فينيسيوس جونيور ضد العنصرية موضوعًا متكررًا في مسيرته، حيث واجه اللاعب هجمات عنصرية في حالات مختلفة، لا سيما خلال المباريات ضد فالنسيا في ميستايا وخارج واندا ميتروبوليتانو قبل مباراة بين أتلتيكو مدريد وإنتر ميلان. وقد دعا النجم البرازيلي FIFA وUEFA والاتحاد الإسباني لكرة القدم إلى التحرك، لكن المشكلة لا تزال قائمة.
وفي حديثه لوسائل الإعلام قبل مباراة إسبانيا والبرازيل، شارك فينيسيوس جونيور اضطرابه العاطفي الناجم عن الإساءات العنصرية المستمرة، قائلاً: "أريد فقط أن ألعب كرة القدم ولكن من الصعب المضي قدمًا... أشعر بأن رغبتي في اللعب أصبحت أقل فأقل" [بسبب الإساءات العنصرية]وأكد تصميمه على البقاء في إسبانيا في تحدي للعنصريين الذين يرغبون في رحيله، مشددًا على صموده والتزامه تجاه فريقه ريال مدريد.
وبينما يتنقل فينيسيوس جونيور خلال هذه التحديات، يظل يركز على المباريات الحاسمة للموسم، حيث يستعد ريال مدريد لتحقيق النجاح في الدوري الأسباني ومواجهة مانشستر سيتي في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا. ولا يزال موقفه ضد العنصرية، إلى جانب تفانيه في الملعب، يلهم الكثيرين لأنه يقف كشخصية جريئة في الكفاح من أجل المساواة والاحترام في كرة القدم.
أحمد المنصوري، كاتب أخبار الدوري الإسباني المرموق من دولة الإمارات العربية المتحدة، يشتهر بتغطيته الثاقبة وفهمه العميق لكرة القدم الإسبانية. مزيجه الفريد من المنظور الثقافي وخبرة كرة القدم يأسر القراء في جميع أنحاء العالم العربي.